ما بين الأهلى والزمالك منافسة أبدية منذ نشأة الناديين، ولكل منهما قاعدته الجماهيرية الكبيرة، سواء داخل أو خارج مصر
ما بين الأهلى والزمالك منافسة أبدية منذ نشأة الناديين، ولكل منهما قاعدته الجماهيرية الكبيرة، سواء داخل أو خارج مصر، خاصة فى الدول الناطقة بالعربية أو دول القارة الأفريقية، وربما كان الناديان قبلة للاعبى أفريقيا من شرقها إلى غربها، ومن جنوبها إلى شمالها، ولكن أعين الخبراء الأوروبيين الخبيرة تلتقط المواهب الطامحة للاحتراف فى مصر، وتنقلهم عبر المتوسط إلى الملاعب الأوروبية، حيث تنفجر مواهبهم ويتألقون ويصبحون نجوماً عالميين.
الزمالك والأهلى صاحبا السطوة الكروية والصولجان فى أفريقيا، ولهما صولات وجولات فى ربوع القارة البكر منذ ثمانينات القرن الماضى، التى سبقتها إرهاصات الوجود الأفريقى لهما فى السبعينات؛ وإلى الآن وفى القرن الحادى والعشرين، وفى العام الرابع والعشرين منه يتألق الأهلى للعام الخامس توالياً، وصولاً إلى نهائى دورى أبطال أفريقيا، والزمالك فى مسعاه القوى للعودة للوقوف على منصات التتويج الأفريقية نجح أيضاً فى الوصول إلى نهائى الكونفيدرالية الأفريقية، التى كان بطلاً لها فى عام 2019.
الأهلى المستقر، والمستعد، خاض مشوار هذه النسخة من البطولة دون مفاجآت ولا مواقف مستقاة من روايات ألفريد هيتشكوك، كما كان الحال فى النسخة الماضية من البطولة التى حصد لقبها 11 مرة ووصل إلى النهائى لمواجهة أبناء باب سويقة نادى الترجى التونسى للمرة الثالثة، حيث تقابلا من قبل مرتين فى 2012، وفاز الأهلى بالبطولة، و2018 وفاز الترجى بالبطولة؛ إذاً هو نهائى لا يُستهان به بين قوتين من القوى التقليدية فى أفريقيا، وهناك من يقول إن الفرصة متساوية بين الفريقين ولكن بالأرقام والإحصائيات والإنجازات نجد أن كفة الميزان تميل إلى ناحية نسر الجزيرة المحلق وكلمة الختام ستُقال على العشب الأخضر بأقدام اللاعبين وعقول المديرين الفنيين.
بينما الزمالك الذى يعيش حالة من الانتعاش بعد أداء كروى ممتع أمام الفريق الغانى الحالم دريمز وفوز أخير على غريمه التقليدى بطريقة دراماتيكية جعلت للفوز طعماً ذا نكهة خاصة؛ فهو فى انتظار مواجهة فريق نهضة بركان المغربى للمرة الثانية فى نهائى الكونفيدرالية التى حُسمت بضربات الترجيح بعد تبادل الفريقين الفوز بهدف على ملعبه؛ وبهذا فالمعطيات تقول إن الزمالك يريد أن ينقذ هذا الموسم ببطولة قارية، ونهضة بركان يريد تحقيق الثأر الكروى وتحقيق حلم مؤجل منذ 5 سنوات بالفوز الحاسم على الزمالك وليس تقاسم الفوز، وربما يفكر الزمالك من منظور أكثر رحابة واتساعاً فى الفوز بكأس السوبر الأفريقى التى فاز بها من قبل 4 مرات؛ إذاً ما بين استاد مدينة بركان المغربية واستاد القاهرة العريق يبقى الأمل فى فوز الزمالك بالبطولة للمرة الثانية فى تاريخه.
ولو فاز الزمالك بالبطولة، وفاز الأهلى بالبطولة، وهذا ما يتمناه كل مصرى بالطبع، فإننا جميعاً سنكون فى انتظار مواجهة لم تتم منذ 30 عاماً بين الفريقين فى السوبر الأفريقى، الذى أقيم لأول مرة فى عام 1994 فى جنوب أفريقيا أمام 12 ألف متفرج فقط وفاز به الزمالك على الأهلى بهدف العملاق أيمن منصور فى شباك الكبير أحمد شوبير؛ هى مواجهة محتمَلة ومطلوبة ومرغوبة من الجميع، لأنه فى نهاية الأمر كل هذا سيكون فى صالح الكرة المصرية التى تدخل فى منعطف جديد نأمله جميلاً ومثمراً بتولى حسام حسن الإدارة الفنية لمنتخب الفراعنة.
بين نسر محلق فى السماء باسط جناحيه جاهز للانقضاض على فرائسه، ورامٍ للسهام مرتكز على أرض صلبة مفتول العضلات يصوب على فريسته التى سيزورها حتماً ذلك السهم، يبقى التنافس بين الأحمر والأبيض فى الساحات المحلية والإقليمية، وكلاهما اسم كبير فى القارة الأفريقية؛ كل فريق فيهما خرّج أجيالاً من الأفذاذ الذين فازوا بكأس الأمم الأفريقية 7 مرات مع منتخب مصر، ونُقشت أسماؤهم على جدران الملاعب الأفريقية، لتبقى أبد الدهر وكأنها المعابد الفرعونية، وقد انتقلت إلى الأدغال الأفريقية.
وختاماً فلا بد من القول إن وجود الأهلى والزمالك على منصات التتويج الأفريقية يبقى أكبر عناصر الدعم للكرة المصرية فى القارة بأكملها، وتبقى دائماً حقيقة أنهما ناديان كبيران لهما مهابة كبيرة أمام أى فريق أفريقى؛ وهما بطلا القارة والأكثر تتويجاً بألقابها، حتى إن تفوق الأهلى بألقابه وأرقامه، يبقى الزمالك اسماً كبيراً وبطلاً مصرياً أفريقياً
تعليقات الفيسبوك