حسام عاشور يختتم مشواره بنهاية مأسوية.
ربما يعيش حسام عاشور لاعب النادي الأهلي، ليلة من أسوأ الليالي في حياته ليس على المستوى الكروي فحسب، بل على مستوى حياته كلها بحلوها ومرها، بعد القرارات التي أصدرها مجلس إدارة النادي الأهلي برئاسة محمود الخطيب، خلال اجتماعه الأخير.
9 دقائق عمر الفيديو الذي نشره حسام عاشور على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي، كانت كافية بمحو تاريخه مع النادي الأهلي وختام مشواره بنهاية مأسوية كان لا يتمناها البعض له، خصوصًا وأن تاريخه مع أصحاب الرداء الأحمر امتد على مدار ما يقرب من 16 عامًا مع القلعة الحمراء منذ تصعيده للفريق الأول بالنادي عام 2004.
وحينما يجلس حسام عاشور في جلسة مع ذاته ويعود بالسنين إلى الوراء من أجل أن يراجع إنجازاته وبطولاته مع القلعة الحمراء، فإنه لم يتذكرها نهائيًا، ولكنه سيتمنى وقتها أن يعود به الزمن إلى الوراء كي يغير ويبدل ما نشره في الفيديو الأخير الذي يمكن أن يقال بالمعنى الحرفي عنه بأنه "دمر حياته".
شهور قليلة وربما أيام كانت فاصلة على تخليد اسم حسام عاشور مع عمالقة وأساطير النادي الأهلي الذي ساهموا في صناعة المجد وتحقيق العديد من البطولات بعد إقامة مباراة اعتزاله، إلا أنه بما فعله سيجد نفسه ضمن الأسماء الممنوعة من دخول النادي من الأساس كغيره من اللاعبين الكبار الذي ندموا على ما تشبثوا به في فترة ما، وأصبحت الأخطاء التي ارتكبوها عالقة في الأذهان.
على الرغم من أن حسام عاشور طيلة عمره كان يتواجد داخل القلعة الحمراء ولم يخرج في أي تجربة احترافية، إلا أنه تناسى العبارة المشهورة التي رسخها الكيان الأحمر منذ زمن بعيد وتحديدًا منذ تأسيسه عام 1907 والتي يرددها الصغير قبل الكبير، وهي "الأهلي فوق الجميع"، والتي يسعى أي مجلس يتواجد على كرسي الرئاسة أن يرددها منذ الوهلة الأولى لتعتبر تميمة نجاحه وحمل على الأعناق بعد انتهاء مدته القانونية وهذا ما فعله الخطيب ورفاقه.
حسام عاشور ليس أكبر من النادي الأهلي ولا الأسماء التي سبقت، وإن ارتكبت أخطاء وكان مصيرها محتوما سواء من قبل المجلس أو الجماهير أو أي شخص وطأت أقدامه داخل القلعة الحمراء وتربى بين جدرانه.
"الجميع يرتقي حتى لو ارتبط اسمه بالأهلي لدقائق أو في خبر صغير.. هو من صنع قيمة لكل من ارتبط اسمه به لاعبا أو مدربا أو عاملا أو مشجعا.. خيره على الجميع وسيبقي دائما فوق الجميع".. كلمات رددها عادل مصطفى الذي لم يستطع تحقيق أو لعب ما حققه حسام عاشور، إلا أنه فهم جيدًا معنى أن يرتدي قميص النادي الأهلي.
حسام عاشور قضى بمحض إرادته على فكرة أن يكون له تاريخًا جديدًا بعد اعتزاله يرتبط باسم النادي الأهلي، سواء كان إعلاميًا أو محللاً أو في أي منصب داخل النادي، ليبدأ مرحلة مجهولة في حياته الكروية، إذ ربما لا يكتب لها النجاح على اعتبار أن الأهلي يكون قادرًا على صناعة النجوم سواء داخل المستطيل الأخضر أو خارجه.
التاريخ مدجج بالنجوم الذين نجح الأهلي في صناعة اسمهم والترويج لهم في شتى المجالات الكروية على الرغم من أنهم أقل بكثير من حسام عاشور سواء في الإمكانيات الفنية أو الأخلاقية، إلا أن أصغرهم كان يعي عبارة "الأهلي فوق الجميع".
فعلاً صدقت عبارة "غلطة الشاطر بألف".
تعليقات الفيسبوك