أخر الأخبار

تقرير| عندما احتاجت الأرجنتين لمعجزة واحدة من "القديس باليرمو"

4:39 ص | الثلاثاء 3 أكتوبر 2017
تقرير| عندما احتاجت الأرجنتين لمعجزة واحدة من "القديس باليرمو"

الخميس، الخامس من أكتوبر للعام الحالي.. يمتلئ ملعب "بومبونيرا" عن اخره بعد أن نفذت تذاكر اللقاء بعد 25 دقيقة من طرحها في الأسواق، لتهتز مدرجات الملعب لرفاق ليون

الخميس، الخامس من أكتوبر للعام الحالي.. يمتلئ ملعب "بومبونيرا" عن اخره بعد أن نفذت تذاكر اللقاء بعد 25 دقيقة من طرحها في الأسواق، لتهتز مدرجات الملعب لرفاق ليونيل ميسي، لعلهم يحققون الفوز من أجل الاقتراب خطوة أكثر من كأس العالم روسيا 2018، أمام منتخب عنيد تلك المرة ومنافس حقيقي بل يتفوق في جدول الترتيب على حسابهم وهو منتخب بيرو.

التصفيات في أمريكا الجنوبية مشتعله تلك المرة عن المرات السابقة، خاصة أن 7 منتخبات تتنافس تلك المرة على خطف 3 بطاقات مباشرة للتأهل وبطاقة من أجل الوصول إلى الأدوار الإقصائية، بعد أن ضمنت البرازيل الصدارة وبطاقة التأهل لبلاد الدب الروسي.

 

هنا نعود لـ8 أعوام بالتمام والكمال، وبالتحديد في الأرجنتين وتحت قيادة أسطورة البلاد دييجو أرماندو مارادونا لتشكيل التانجو، فرصة خطف بطاقة التأهل من أجل الصعود لكأس العالم جنوب أفريقيا 2010، بعد أن تأزم الموقف بشدة وسط منافسة مستعره بين أكثر 4 منتخبات في مشهد يحاكي المشهد الحالي بكل تفاصليه مع اختلاف بعض الأسماء، التانجو قبل العاشر من أكتوبر  لعام 2009 تلقي ثلاث هزائم أمام كلاً من الأكوادور والبرازيل وباراجوي وينتظر لقاءين من أجل تحديد مصيره بالتواجد في البطولة العالمية إما الغياب مع أسطورة الأرجنتين الأولى مارادونا المدرب وخليفته ليونيل ميسي.

 

اليوم هو العاشر من أكتوبر 2009.. الجميع متأهب للذهاب لملعب "المونيمنتال" معقل ريفر بليت بالأرجنتين، ولا شيء أمام أعينهم سوى الفوز وإلا ضياع حلم كأس العالم، فكلاً من البرازيل وباراجوي وتشيلي خطفوا بطاقات الصعود قبل جولتين على النهاية وأصبح الوضع كالتالي على البطاقة المباشرة الأخيرة لكأس العالم، الأكوادور 23 نقطة بالمركز الرابع، ثم الأرجنتين 22 نقطة تليها أوروجواي 21 نقطة، كولومبيا 20 نقطة، لذا فجميع المباريات تقام في التوقيت ذاته من أجل ضمان عدم التلاعب في النتائج، الفوز فقط ما تحتاجه لتعدل موقفك وتضع قدمك في كأس العالم.

 {long_qoute_1}

مارادونا كان قد اعتمد على مارتن باليرمو مهاجم مخضرم صاحب خبرات كبيرة، رفقة فريق بوكا جونيورز الأرجنتيني، ويعرف كيف يسجل، لكنه لا يمتلك الرصيد الكافي مع الجماهير من أجل أن يلعب بقميص التانجو، بعد أن دخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية عقب إضاعته 3 ركلات جزاء في لقاء واحد أمام كولومبيا بكوبا أمريكا 1999، لينسي منذ حينها أمر ارتداء قميص الأبيض والأزرق الأرجنتيني، ليعيده مارادونا للعب الدولي بعد ما يقارب 10 أعوام وهو بالسادسة والثلاثين من عمره، ليبقي بجانبه في الشوط الأول من اللقاء الذي أنتهى بتعادل سلبي يقلص أمال الأرجنتين بالصعود.

ليشارك باليرمو في الشوط الثاني من اللقاء، والنتيجة في الدقيقة 92 تشير لتعادل المنتخبين بهدف لمثله، والأمل يتضاعف شيئًا فشئًا والأمطار تهطل بغزارة شديدة جدًا، والحكم يحتسب ثلاث دقائق وقتًا بدلاً من الضائع وهنا يحكي باليرمو ماذا حدث عبر لقاء تلفزيوني أجراه بالأرجنتين: "أنها أول مرة لي بقميص الأرجنتين بعد 10 أعوام، وقد وثق فيّ مارادونا وأصبحت قائد الفريق، وأزال ذلك عني ذلك الوهم السابق مع المنتخب، فأنا في السادسة والثلاثين من عمري وقد تم منحي فرصة أخرى".

وعن دقائقه في الشوط الثاني: "مباراة هامة قبل النهاية، والهدف الفوز، بعد أن أنتهي الشوط الأول بدون أهداف نظر لي مارادونا وقال لي أني سأبدء الشوط الثاني، وبعد دقائق قليلة من نزولى سجل هيجواين هدف التقدم، لم ألعب في مسيرتي بأكملها في مثل هذا الطقس من أمطار ورياح عاصفة، لتخطف بيرو هدف التعادل في الدقيقة 89، ثم تعرضت للضرب في أنفي لتتساقط الدماء ليطلب الحكم خروجي لتلقي العلاج لأرفض واستكمل اللقاء".

وعن اللحظة الحاسمة أكمل "لوكو" أي المجنون بالإسبانية: "احتسب الحكم ثلاث دقائق وقتًا بدلاً من الضائع، عرضية من دي ماريا ليضع الكرة مرة أخرى في منطقة الجزاء بعد أن مرت من الجميع وأنا في المنتصف، ليسدد "بوتشو" إينسوا لأضع قدمي لأصحح مسارها بالمرمى، ولقد كان الباقي مزيج من المشاعر لي ولزملائي ودييجو الذي ركض في الملعب واحتفل بالهدف، فهذا الهدف يمثل سعادة كبيرة لي، خاصة جماهير المونيمنتال هتفت بإسمي – باليرموووووو - الأمر الذي جعلني أنسى ركلات الجزاء الثالثة السابقة".

فيديو للهدف من المدرجات واحتفال الجماهير بإسم باليرمو:

أهداف اللقاء:

المدير الفني مارادونا يحتفل بهدف باليرمو القاتل: 

الدولي السابق الذي كسر بعدها في عام 2010، رقم مدربه القياسي، ليصبح أكبر لاعب يسجل هدفًا للتانجو في كأس العالم بسن الـ36، يقول عن اللقاء المقبل: "لا يوجد فرق بين بومبونيرا أو مونيمنتال، على الجماهير أن تشجع بقوة، ولابد أن نفوز، لكن ملعب بومبونيرا يجعلك تشعر بالضغط الكبير، فعلينا أن نعتمد على لاعبي منتخبنا، في اللقاءين القادمين".

فمن يتقمص شخصية "القديس باليرمو" كما سماه الأسطورة الأرجنتينية مارادونا بعد هدفه في مرمى بيرو، عندما قال: "أنها معجزة واحدة من معجزات القديس باليرمو"، يوم الخامس من أكتوبر المقبل.

استطلاع رأى