أخر الأخبار

مونديال روسيا 2018 تحت رحمة الجاسوسية

11:55 ص | الأربعاء 14 مارس 2018
مونديال روسيا 2018 تحت رحمة الجاسوسية

عادت السياسة للظهور من جديد فى كرة القدم، والتدخل فى أحداثها، دون التوقف عند جملة الاتحاد الدولى للكرة الشهيرة «لا دخل

نقلا عن العدد الورقي

عادت السياسة للظهور من جديد فى كرة القدم، والتدخل فى أحداثها، دون التوقف عند جملة الاتحاد الدولى للكرة الشهيرة «لا دخل للسياسة فى الكرة، ولا دخل للكرة فى السياسة» والتدخل هذه المرة يخص ملف كأس العالم 2018، الذى سينطلق هذا الصيف فى روسيا، حيث أشارت وسائل إعلام بريطانية إلى احتمال انسحاب المنتخب الإنجليزى من البطولة، حال تأكد وقوف موسكو وراء محاولة قتل الجاسوس الروسى المزدوج سيرجى سكريبال.

وكان العميل الروسى سيرجى سكريبال، الذى عمل لصالح الاستخبارات البريطانية، قد تعرّض هو وابنته لهجوم بغاز الأعصاب فى مدينة سالزبرى جنوبى إنجلترا الأسبوع الماضى، وسيرجى فيكتوروفيتش سكريبال، ولد فى 23 يونيو 1951 هو ضابط سابق فى الجيش الروسى أدين بالتجسس لصالح المملكة المتحدة، ووفقاً للادعاء الروسى، بدأ سيرجى العمل لصالح خدمة الاستخبارات السرية (إم آى 6) البريطانية فى أواخر التسعينات، وحصل على عفو من الرئيس ديميترى مدفيديف، وسُمح له بمغادرة روسيا فى إطار صفقة تبادل عملاء.

{long_qoute_1}

وفى تطور سريع للأحداث على المستوى الكروى، قالت صحيفة «ديلى ميل» إن أستراليا وبولندا واليابان، قد تقف بجانب إنجلترا وتقاطع المونديال الروسى، إذا ثبتت مسئولية روسيا عن محاولة قتل الجاسوس المزدوج الأسبوع الماضى، كما ناقش وزراء بريطانيون فكرة عدم وجود أى ممثل رسمى إنجليزى إلى المونديال، أو انسحاب بعثة المنتخب بالكامل، وذكر مسئول كبير فى البرلمان البريطانى، لصحيفة «ذا تايمز»: «مقاطعة كأس العالم، أحد الخيارات المهمة».

وزاد من الدعوة لمقاطعة إنجلترا لمونديال روسيا بعدما عثر المحققون المشرفون على التحقيقات الجارية فى قضية تسميم العميل الروسى المزدوج وابنته يوليا، بمركز تسوق بمدينة سالزبورى البريطانية، على آثار للعامل المشل للأعصاب، الذى استخدم فى تسميم ضابط المخابرات الروسى السابق سيرجى سكريبال وابنته فى مطعم تناولا فيه الطعام.

وشدد وزير الخارجية البريطانى بوريس جونسون على أن بلاده سترد بحزم حال تبين وقوف موسكو وراء تسميم العميل الروسى المزدوج، وقال جونسون فى كلمة بالبرلمان البريطانى: رغم أنه سيكون من الخطأ الحكم مسبقاً على التحقيق، فيمكننى طمأنة المجلس أنه إذا ظهرت أدلة تدل على مسئولية دولة ما، فحكومة صاحبة الجلالة (بريطانيا) سترد بشكل قوى فى اتجاهات مختلفة.

حادث سكريبال الذى كان من بين أربعة جواسيس غربيين أطلقت روسيا سراحهم مقابل عشرة جواسيس روس قبض عليهم فى الولايات المتحدة، فى إطار أكبر صفقة تبادل جواسيس بين الغرب وروسيا منذ نهاية الحرب الباردة عام 2010، حرك اللوبى الاستخباراتى المعروف بـ«الأعين الخمس» نحو مقاطعة المونديال فى روسيا، حيث يضم التحالف أستراليا، وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا ونيوزيلندا، ويرجح أن تتخذ هذه الدول موقفاً مشابهاً لموقف إنجلترا من حيث المشاركة أو وجود مندوبين لها فى البطولة، ورشحت مصادر انسحاب بولندا واليابان من البطولة، وفق معلومات بريطانية تؤكد أن هذه الدول هى المرشحة الأبرز حتى الآن، لمقاطعة المونديال مع دولتهم.

ولم يتردد توم توجندات، رئيس لجنة الشئون الخارجية فى مجلس العموم البريطانى، فى إعلان دعمه لفكرة مقاطعة المونديال، وحث الدول الحليفة لبلاده على الانضمام إلى إنجلترا فى تأسيس حملة مقاطعة جماعية لكأس العالم بروسيا، والوقوف ضد نظام الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وهو نفس المعنى الذى خرج به رأى وزير العمل السابق، كريس براينت، الذى قال تعليقاً على الأحداث «من الصعب جداً مشاركة المنتخب الإنجليزى فى روسيا، إذا ما تأكد ارتباط موسكو بمحاولة قتل سكريبال».

وعلى الرغم من عدم ورود اسم أمريكا فى الموضوع المونديالى حتى الآن، فإن معلومات تفيد أنها قد تقف ضد روسيا لصراعات سياسية بين الطرفين زاد منها فى الفترة الأخيرة وجود اتهامات أمريكية لكيانات روسية بالتدخل فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2016، وتشكيل لجنة تحقيقات خاصة بقيادة المحقق العام «روبرت مولر» للبحث بشأن تلك الدعاوى، التى انتهت بتوجيه الادعاء العام الأمريكى الاتهام إلى 13 روسياً وثلاثة كيانات روسية فى القضية.

{long_qoute_2}

ومن جانبها، ردت وزارة الخارجية الروسية أمس الأول، الاثنين، على تهديد بريطانيا بمقاطعة كأس العالم لكرة القدم 2018 بسبب الجاسوس الروسى السابق فى إنجلترا، وقالت: «المقاطعة ستلحق الضرر بالعلاقات مع موسكو وستؤثر على الرياضة العالمية» وتابعت الوزارة فى بيان لها: «نريد التأكيد مجدداً أن مثل هذه البيانات الاستفزازية التى تغذى المشاعر المناهضة لروسيا لا تؤدى إلا إلى تعقيد العلاقات بين دولتينا، وهى ضربة للرياضة العالمية».

وقال وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، أمس «الثلاثاء»: إن روسيا «بريئة» من تهمة اغتيال العميل الروسى السابق، وأعلن أن موسكو طلبت من لندن عينة من غاز الأعصاب الذى استُخدم فى تسميم العميل الروسى المزدوج السابق فى بريطانيا، وطالبها بالالتزام بمعاهدة حظر الأسلحة الكيماوية، مؤكداً أن بلاده «مستعدة للتعاون» مع التحقيق البريطانى، وقال «لافروف»: «طلبنا فى رسالة رسمية الاطلاع على هذه المادة» التى استخدمت ضد سيرجى سكريبال وابنته، مؤكداً أن «طلبهم قُوبِل بالرفض»، وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس، أنها استدعت السفير البريطانى لديها وسط تصاعُد حدة الخلاف الدبلوماسى بين البلدين على خلفية

وعلى مستوى العقوبات المنتظرة حال تنفيذ إنجلترا لدعوتها بعدم المشاركة فى كأس العالم، ستؤدى المقاطعة إلى حرمان إنجلترا وكل من ينضم معها فى المقاطعة من المشاركة فى مونديال 2022 بقطر، وفقاً للوائح الاتحاد الدولى لكرة القدم، التى تنص على ضرورة مشاركة المنتخبات فى جميع مباريات المونديال حتى الخروج منها، أو التعرض للحرمان من تصفيات البطولة التى تليها.

ولم يعلق الاتحاد الدولى لكرة القدم على الحرب السياسية الدائرة حالياً حول المونديال المقبل، وينتظر ما تسفر عنه الأيام المقبلة من تهديدات إذا ما حدثت ستخلق حرباً كروية عالمية ستصل توابعها إلى كل الدول بلا استثناء.

استطلاع رأى