تحولت المقولة الشهيرة «لا دخل للسياسة فى الرياضة» إلى ضرب من الخيال، وأصبحت مجرد شعار يتشدق به الضعفاء سياسياً من
نقلا عن العدد الورقي
تحولت المقولة الشهيرة «لا دخل للسياسة فى الرياضة» إلى ضرب من الخيال، وأصبحت مجرد شعار يتشدق به الضعفاء سياسياً من الدول التى لا تملك القدرة على الحشد لهدفها، أو تخويف وتهديد غيرها فى حالة حاجتها للرياضة، خصوصاً كرة القدم، فى أمر ما يخدم مصالحها سياسياً.
تضارب المصالح، واحتدام الصراعات، انتقل من السياسة إلى الرياضة بصورة واضحة مؤخراً، وليس ببعيد قرار رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى بمنع أى عضو من العائلة الملكية من دخول روسيا، لمساندة المنتخب الإنجليزى لكرة القدم فى منافسات كأس العالم 2018 فى مقاطعة دبلوماسية رسمية رداً على تعرض جاسوس روسى سابق وابنته للتسمم بغاز للأعصاب، على أرض المملكة المتحدة التى تتهم روسيا بالوقوف وراءه.
وفى شأن رياضى كبير يخص تنظيم مونديال 2026 تظهر «حبر على ورق» المادة 3 من لائحة الاتحاد الدولى لكرة القدم، التى تنص على «يمنع منعاً باتاً ممارسة التفرقة والتمييز أياً كان نوعه ضد أى بلد أو شخص أو مجموعة من الناس لأسباب الجنس أو النوع أو لأسباب عرقية أو دينية أو سياسية، ويعاقـب على ذلك بالإيقاف أوالطرد»، أمام سيطرة السياسة على الحدث بشكل كبير، وتحديدها دون غيرها، للدولة التى ستفوز بتنظيم الحدث العالمى من بين المغرب، الدولة العربية الشقيقة، والولايات المتحدة الأمريكية رفقة كندا والمكسيك.
12 ملعباً من «الجيل الحديث» و«المستوى العالى» المؤهّل لاستضافة المباريات والبطولات الدولية
وتصب حتى الآن «لعبة السياسة» فى ملعب المغرب، وتقربها بصورة من الحصول على تنظيم مونديال 2026، حيث أعلنت دول كثيرة صراحة دعمها للملف المغربى كرهاً فى السياسة الأمريكية، ورئيسها القابع فى البيت الأبيض، وقراراته المتعلقة بالهجرة إلى أمريكا، وقرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وما ترتب عليه من أجواء معادية لكل ما هو أمريكى.
{long_qoute_1}
وزاد من قوة الملف المغربى مقارنة بنظيره الأمريكى المشترك لتنظيم المونديال تصريحات دونالد ترامب التى وصف فيها شعوب بعض الدول التى ينحدر منها عدد كبير من المهاجرين، لا سيّما الأفريقيّة، بالحثالة، ما استلزم تدخل سفراء 54 دولة أفريقية، وتقديمهم لبيان شديد اللهجة إلى الأمم المتحدة مطالبين «ترامب» بالتراجع والاعتذار عن هذه التصريحات، كما استدعت بعض الدول، مثل بوتسوانا والسنغال، السفير الأمريكى لديها للتعبير عن استيائها من التصريحات التى اعتبرتها عنصرية. ووفق «لعبة السياسة» ستكون جلسة التصويت الخاصة بمونديال 2026 فرصة لا تعوض للاتحادات الفقيرة للانتقام من «ترامب» لصالح المغرب، التى تمثل الكرة العربية والأفريقية، حيث أعلن أحمد أحمد، رئيس الاتحاد الأفريقى لكرة القدم، دعم الملف المغربى، مشيراً إلى أنه سيطلق مبادرة من القوى الأساسية فى القارة لإقناع العالم بأحقية الترشح الأفريقى لاستضافة الحدث الكونى.
وسريعاً أعلنت الجزائر رسمياً تأييدها لملف المغرب، ونقل عن وزير الشباب والرياضة الجزائرى، الهادى ولى، قوله: «قرار رئيس الجمهورية عبدالعزيز بوتفليقة القاضى بدعم الجزائر للمغرب لاستضافة كأس العالم لكرة القدم لعام 2026 ننفذه بكل اعتزاز»، كما أعلن رئيس اتحاد غينيا بيساو لكرة القدم رسمياً تصويت بلاده للمغرب، وكذلك كوت ديفوار والجابون ومالى والسنغال وغينيا وتونس والسودان، كما كشف هانى أبوريدة، رئيس الاتحاد المصرى لكرة القدم، عن دعم وتأييد مصر لملف المغرب، وتأكيده دعم مصر للأشقاء العرب.
ويحظى الملف المغربى بدعم آسيوى من الاتحادات العربية، خصوصاً دول الخليج والأردن وسوريا ولبنان وبعض الدول الآسيوية الأخرى كالهند وباكستان والصين، وفى الطريق أصوات كوريا الجنوبية وماليزيا واليابان وإندونيسيا حيث تدور مفاوضات فى الكواليس حول هذا الشأن.
{long_qoute_2}
على المستوى الأوروبى أعلن نويل لوجريت، رئيس الاتحاد الفرنسى لكرة القدم، دعم بلاده لملف ترشيح المغرب لاستضافة نهائيات مونديال 2026، وقال «لوجريت»، خلال اجتماع له مع فوزى لقجع، رئيس الاتحاد المغربى لكرة القدم، إن فرنسا وشركاءها سيدعمون الملف المغربى لما فيه من مميزات وخصائص منها متانة العلاقة الثنائية التى تجمع بين البلدين.
أوروبا تؤيد وتساند
وحسم «لوجريت» الموقف بقوله أيضاً: «لا أرى كيف لا يمكن أن أدعم دولة قريبة منا، لم تنظم أفريقيا كأس العالم سوى مرة واحدة فى تاريخها وهذا قليل، المغرب مستعد حتى وإن كان لا يملك الوسائل ذاتها لمنافسيه، لفرنسا صوت واحد لكنها ربما تعطى الحافز لأوروبا لاختيار المغرب». وأكد سلافيزا كوكيزا، رئيس الاتحاد الصربى لكرة القدم، أنه سيدعم المغرب لتنظيم مونديال 2026، وشدد ببول فيليب، رئيس اتحاد لوكسمبورج لكرة القدم، وقوف بلاده بجانب المملكة المغربية.
{long_qoute_3}
روسيا تحسم موقفها
لأسباب سياسية بحتة أكد سفير روسيا بالمملكة المغربية مساندة بلده للملف المغربى، وقال فاليرى فارابيوف، السفير الروسى فى الرباط، إن بلاده تعتبر ملف المغرب هو الأفضل لتنظيم مونديال 2026 حيث يتوافر به كرة قدم حقيقية مقارنة بغيره، وتابع: «موضوعياً الدول الثلاث المرشحة ضعيفة فى كرة القدم، كلنا نعرف الكرة الأمريكية والمكسيكية والكندية، ليست كرة قدم حقيقية، والمغرب دولة جيدة بالنسبة للبلدان الأفريقية والشرق الأوسط وحتى الدول الأوروبية حيث لا تفصلها سوى 14 كم عن أوروبا، وهو أمر جيد بالنسبة للمشجعين»، وأعلن بيروت باركالوف، عضو الاتحاد الروسى، استحالة التصويت لأمريكا، بسبب مشاكل سياسية بين الطرفين منذ عقود. ويسعى المغرب للظفر بأصوات اتحادات أخرى فى أمريكا اللاتينية وأوقيانوسيا والكونكاكاف، ونال منذ فترة تأييد الرئيس السابق للاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا»، جوزيف بلاتر، الذى قال عبر حسابه الرسمى على موقع التواصل الاجتماعى الشهير «تويتر»: إن «المغرب سيكون البلد المضيف لكأس العالم 2026 من الناحية المنطقية، لقد حان الوقت للعودة لأفريقيا»، منوهاً بأن سبب تأييده للرباط أن ملفات الترشح المشترك يتم رفضها من قبَل «فيفا» منذ عام 2002.
نقاط ضعف الملف الأمريكى.. وطريقة تصويت جديدة لتحديد الفائز
يضعف أسهم الملف الأمريكى اشتراك الولايات المتحدة مع كندا والمكسيك فى ملف واحد، خاصة أن هناك اتفاقاً بين الدول الثلاث لاستضافة أغلب مباريات كأس العالم 2026 على الملاعب الأمريكية وليست الكندية أو المكسيكية فى حال إقرار إقامتها فى أمريكا الشمالية. ويصب قرار الاتحاد الدولى لكرة القدم بتغيير طريقة التصويت لنهائيات كأس العالم ومنح المهمة للجمعية العمومية، بدلاً من التنفيذية، فى صالح المغرب، حيث سيدفع بالاتحادات الأفريقية والعربية على التصويت للملعب «العربى - الأفريقى»، فى الوقت الذى وجهت فيه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم رسالة إلى الاتحاد الدولى لكرة القدم تطالب بالرد على استفسارات حول معايير التنقيط الجديدة، التى ستعتمدها اللجنة قبل وصول الملفين المرشحين لتنظيم كأس العالم 2026 إلى مرحلة التصويت.
رسائل احتجاج من الرباط على نظام «التنقيط» الجديد مخاوف من تحيز رئيس «فيفا» لصالح الملف الثلاثى
وقال الاتحاد المغربى فى الرسالة: لقد وصلتنا رسالتكم التى تفيد بأن رئيس «فيفا» ليس طرفاً فى عملية منح تنظيم المونديال لأى دولة، بالرغم من أنه عضو مجلس «فيفا» ويملك صوتاً واحداً، كما أنه أول المصادقين على لوائح الترشح فى تاريخ 27 أكتوبر 2017.
ونقل «لقجع» لرئيس «فيفا» تخوفه من معايير التنقيط التى سيتم اعتمادها من طرف لجنة task force، معتبراً نظام التنقيط المعتمد لا يتلاءم مع لوائح الترشيح وأيضاً الشروط التى حرص المغرب أن يستوفيها عند تقديمه لملفه، وشدد «لقجع»، فى الرسالة ذاتها، على ضرورة اطلاع المغرب على تفاصيل «لجنة التنقيط»، قبل التاريخ الذى تم تحديده للمنافسين المغربى والأمريكى، لتقديم ملفاتهما بصفة نهائية، خصوصاً أن قرارات اللجنة المذكورة غير قابلة للمراجعة حال إقصاء أحد الملفين قبل 13 يونيو.
وثيقة تكشف سخرية أمريكا من الملف العربى.. و«بلاتر»: الملف الأمريكى لن يفوز بالتنظيم
ويزيد من المخاوف والشكوك تصريحات سونيل جولاتى، الرئيس الأسبق للجنة الترشح للمونديال الأمريكى، الذى أكد أن هناك أموراً كثيرة وتفاصيل عديدة قد تساهم فى تحديد القرار النهائى لأى اتحاد، فى إشارة واضحة منه إلى وجود لعبة تدار فى الكواليس حول التصويت. وتسربت وثيقة خاصة بالملف الأمريكى الثلاثى تحمل عبارات تسخر من الملف المغربى، وكشف رئيس اللجنة، الأمريكى «كارلوس كورديرو»، على حسابه بـ«تويتر»، عن وجود اتصالات ودعم من طرف «فيفا» لملف بلاده بشكل واضح، كاشفاً عن إتمام محادثات الأسبوع الماضى حول كون الملف الثلاثى الأمريكى - الكندى - المكسيكى هو الملف الوحيد الذى يستجيب لجميع شروط تنظيم مونديال 2026، وقام بالاستهزاء من الملف المغربى بقوله: «مكتوب على الورق فقط، وإن (فيفا) لن يكون أمام هاجس عدم إنجاز البنيات الضرورية».
«رونالدو وصلاح» ونجم فرنسا الأول يدعمون الملف العربى
على المستوى الفردى يدعم الملف المغربى عدد كبير من نجوم الساحرة المستديرة منهم الحاج ضيوف، نجم منتخب السنغال السابق، مشيراً إلى أن المغرب يمتلك إمكانيات كبيرة لاستضافة المحفل العالمى، وقال «ضيوف»: «المغرب بلد صاحب إمكانيات كبيرة تؤهله لتنظيم الحدث الكروى الكبير»، ومن المنتظر أن يعلن رئيس ملف المملكة عن دعم نجوم آخرين للملف وفى مقدمتهم النجم المصرى محمد صلاح، لاعب ليفربول الإنجليزى، وكرستيانو رونالدو، لاعب ريال مدريد، وغيرهما من نجوم العالم الحاليين والمعتزلين.
وأعلن دافيد تريزيجيه، لاعب المنتخب الفرنسى ويوفنتوس الإيطالى الأسبق، دعمه للملف المغربى المرشح لنيل شرف تنظيم مونديال 2026، وسيكون صاحب هدف فوز المنتخب الفرنسى بيورو 2000 على حساب إيطاليا، حسب الاتفاق الذى تم بينه وبين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، سفيراً رسمياً لملف المغرب، وسيباشر عمله مباشرة بعد زيارة اللجنة التفقدية التابعة لـ«فيفا» لبعض المنشآت الرياضية بالمغرب بين 16 و19 أبريل الحالى.
تعليقات الفيسبوك