اسفرت قرعة نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، عن مواجهة من كلاسيكيات الكرة الأوروبية ، تلك التي ستجمع بين ريال مدريد الإسباني، حامل اللقب، مع يوفنتوس بطل الدوري الإيطالي في السنوات الثلاث الأخيرة.
اسفرت قرعة نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، عن مواجهة من كلاسيكيات الكرة الأوروبية ، تلك التي ستجمع بين ريال مدريد الإسباني، حامل اللقب، مع يوفنتوس بطل الدوري الإيطالي في السنوات الثلاث الأخيرة.
تبدو المباراة هي "المثالية" بالنسبة للفريقين، فريال مدريد كان يتمنى يوفنتوس لأنه الضلع الأضعف في المربع الذهبي، ويوفنتوس كان يتمنى الريال لأنه "الأقل قوة" بين الثلاثي الناري، ولكن كيف سيتعامل الفريقان على أرض الملعب، من كل الجوانب، يرصد "الوطن سبورت"، نقاط القوة والضعف في كل فريق، والشكل الذي من الممكن أن تخرج به المباراة.
1 - الجانب النفسي: يدخل ريال مدريد المباراة وهو الفريق المرشح للتفوق والعبور للمباراة النهائية للموسم الثاني على التوالي، وهو ما يعد سلاح ذو حدين للفريق الملكي، حيث أن الضغط الأكبر سيقع على الفريق خصوصاً وان يوفنتوس سيدخل اللقاء بلا أي شيء ليخسره، فالفريق الملكي خسر الكأس، ويتخلف في الدوري عن برشلونة بنقطتين، فلا بديل أمامه سوى دوري الأبطال لإنقاذ الموسم بجانب أنه الفريق الأعلى قيمة فنية ومالية والذي يمتلك المدرب الأكثر خبرة في أوروبا، عكس يوفنتوس، الذي يتصدر الدوري بفارق 15 نقطة عن أقرب ملاحقيه ويبدو التتويج مسألة وقت، بجانب أنه بلغ المباراة النهائية لكأس إيطاليا، أمام لاتسيو الذي تفوق عليه هذا الموسم 5/0 في مباراتي الدوري!
كما أن يوفنتوس حقق في دوري الأبطال أكثر مما حلم به رئيس النادي أندريا أنييلي نفسه، حيث كان الهدف في بداية الموسم هو التأهل لربع النهائي، ها هو الفريق في نصف النهائي ويحلم بما هو أكثر من ذلك.
2 - الجانب الفني:
ريال مدريد يمتلك لاعبين على المستوى الفردي أعلى بكثير من يوفنتوس، ويكفي كريستيانو رونالدو، أفضل لاعب في العالم لعام 2014، وثاني هدافي المسابقة هذا الموسم برصيد 8 أهداف، بجانب مدافعين مثل سيرخيو راموس وبيبي أو حتى فاران، توني كروس في خط الوسط، إلا أنه في المقابل يمتلك يوفنتوس لاعب فذ مثل بول بوجبا، وهو اللاعب الأبرز في تشكيلة يوفنتوس على المستوى الفردي، بجانب المهاجم المخضرم كارلوس تيفيز، إلا أن ما يميز يوفنتوس في هذه النقطة هو دكة البدلاء، فالفريق يمتلك 8 إلى 9 لاعبين في مستوى 70 إلى 80% في التقييم، وهو ما يعني أن خروج أي لاعب ونزول بديله لن يصيب الفريق بهبوط حاد في المستوى، عكس الريال الذي قد يمتلك 10 لاعبين من 80 إلى 95% في القيمة الفنية ولكن البدلاء ليسوا على المستوى المطلوب، وهو ما يصيب الفريق باهتزاز كبير في المستوى في حالة غياب أحدهم، وهو ما وضح في غياب لوكا مودريتش في خط وسط الفريق، عكس غياب ماركيزيو مثلاً في يوفنتوس أو حتى بيرلو كما حدث في مواجهة دورتموند التي فاز فيها يوفنتوس بثلاثية مقابل لاشيء.
- المدربين:
كارلو أنشيلوتي، هو نقطة القوة الأبرز في ريال مدريد، هو ملك دوري الأبطال بلا أي منازع، المدرب الوحيد الذي حقق اللقب ثلاث مرات في أخر 15 عاماً، والوحيد الذي حقق هذا اللقب مع فريقين مختلفين، أنشيلوتي مدرب هاديء للغاية، ومن كبار القوم في إيطاليا، وهي نقطة قوة لصالح الفريق الملكي، خصوصاً وأن أنشيلوتي ليس غريباً على أليجري تحديداً، لأنه كان سلفه في ميلان.
على الجانب الأخر، أثبت ماسيمليانو أليجري أنه مدرب من الطراز الجيد، واجه عاصفة من الإنتقادات في بداية الموسم، ولكنه نجح في تفاديها، حرر الفريق من قيود "3 - 5 - 2" الخاصة بأنطونيو كونتي، وانتقل إلى خطة ببصمته الخاصة "4 - 3 - 1 - 2"، مع الاحتفاظ بإمكانية العودة لها إن لزم الأمر، وهو ما حدث أمام موناكو.
- التكتيك :
النقطة الأهم في هذه الموقعة خصوصاً خط الوسط الذي سيعاني فيه الريال، وتكشف الأرقام تقارب كبير مبين الفريقين فيه، البداية مع أنشيلوتي الذي يفضل مع ريال مدريد منذ الموسم الماضي خطة 4 - 3 - 3، بتواجد الرباعي "كارفاخال - راموس - بيبي - مارسيلو" في خط الدفاع، أمامه ثلاثي "توني كروس - إيسكو - مودريتش" في خط الوسط، والثلاثي "بايل - رونالدو - بنزيمة" في الهجوم هذه التشكيلة التي سيخوض بها المدرب الإيطالي مباراة يوفنتوس باستثناء غياب مودريتش "القاتل"، لأنه اللاعب الوحيد في تشكيلة الريال بعد رونالدو الذي من المستحيل تعويضه.
وسيلجأ أنشيلوتي لحل من خمسة، إما الدفع بلوكاس سيلفا أو الدفع بسامي خضيرة أو الدفع بأسير يارامندي أو اللجوء لخاميس رودريجيز كلاعب "BOX TO BOX"، أو اقحام سيرخيو راموس لوسط الملعب، مع الدفع بفاران في المنطقة الخلفية، وكل هذه الحلول، ستضيع خط وسط ريال مدريد امام خط وسط يعد من أقوى ثلاث خطوط وسط في العالم، بالإضافة أن غياب مودريتش يقضي تماماً على فلسفة أنشيلوتي، الذي يفضل صناعة اللعب من خلف خط الوسط، لهذا كان يعتمد على الثنائي "مودريتش - كروس" في تدوير الكرة وصناعة اللعب وهو ما حدث في الشوط الأول لـ"الكلاسيكو"، وفي حالة اللجوء لأي من "خضيرة - يارامندي - سيلفا - راموس" سيحرم الريال من ميزة صناعة اللعب، أما اللجوء لرودريجيز، سينقص من قيمة الفريق الدفاعية وقوة الإنقضاض واستخلاص الكرة في يسمى بـ"SECOND BALL"، وسيضطر أنشيلوتي لنقل معركة صناعة اللعب للأطراف.
على الجانب الأخر، أليجري يلعب بخطة 4 - 3 - 1 - 2، بتواجد الرباعي "ليخنشتاينر - بونوتشي - كيليني - إيفرا" في خط الدفاع، رباعي مكون من "بيرلو - ماركيزيو - بوجبا - فيدال"، وثنائي هجومي مكون من "تيفيز - موراتا"، سر قوة يوفتوس في خط وسطه، لأنه خط الوسط المثالي، أربعة لاعبين يجيدون نقل الكرة بسرعة، ثلاثة منهم يجيدون الضغط والإستخلاص "بوجبا - فيدال - ماركيزيو"، وواحد هو أفضل صانع ألعاب في العالم ويجيد التغطية على الرباعي "بيرلو"، أليجري لا يمتلك فلسفة محددة، ولكنه يؤمن بصناعة اللعب عبر المجموعة، لذا يعتمد على 9 لاعبين في منظومة صناعة اللعب، وهما رباعي الوسط والظهيرين وثنائي الهجوم، معهما بيريرا البديل، وهذا سر من اسرار قوة يوفنتوس وخط وسطه.
أليجري يعتمد على فلسفة أخرى، وهي كيفية قتل الخصم، قبل احياء فريقه، وهو ما قد يشكل صعوبة لريال مدريد، خصوصاً وأن أليجري يدرس الفريق المنافس ويبني خطته بناء على تحركات الخصم وهو ما يمنح لاعبيه القدرة على التنوع، مثلما فعل مع ميلان أمام برشلونة في 2012، عندما فاز بثنائية نظيفة.
حتى إذا لجأ يوفنتوس إلى طريقة 3 - 5 - 2، سيسحب أحد رباعي الوسط ويدفع بأندريا بارزالي، هنا يظهر دور بونوتشي في صناعة اللعب من الخلف، لينضم لمنظومة إخراج الكرة وتعويض النقص العددي في منطقة الوسط.
إلا أن يوفنتوس سيواجه خطر رونالدو، لأن رونالدو طراز المهاجم المزعج لدفاع يوفنتوس، رونالدو الذي يجيد الإنطلاق "القطري" من الجناح لقلب منطقة الجزاء وهي النقطة الأضعف في يوفنتوس لبطء قلبي الدفاع بجانب اندفاع ليخنشتاينر هجومياً وكبر سن إيفرا، قد تجعل من رونالدو هو السم الفتاك لـ"السيدة العجوز"، بجانب سرعات بايل الذي يعاني ولكنه من الممكن أن يعيد اكتشاف نفسه في هذه المباراة لنفس الأسباب الماضية، ولكي يتغلب يوفنتوس على هذه النقاط عليه التركيز على مراقبة "المساحة" وليس الفرد.
- الارقام :
ريال مدريد :
التهديف : ثالث أقوى هجوم برصيد 22 هدف
معدل التهديف : 2.2 هدف في كل مباراة
طريقة التهديف : 5 أهداف بالقدم اليسرى - 11 هدف بالقدم اليمنى - 5 أهداف بالراس - 1 هدف عكسي - 19 هدف من داخل منطقة الجزاء - 2 من خارج المنطقة - ضربتي جزاء
التصويب على المرمى : رابع أكثر فريق تسديداً على المرمى 184 تسديدة
معدل التصويب : 18.4 تسديدة في كل مباراة
تصويبات داخل المرمى : 77 تصويبة
تصويبات خارج المرمى : 56 تصويبة
تصويبات ارتدت من الدفاع : 51 تصويبة
التمرير : ثالث أكثر فريق تمريراً للكرة 5754 تمريرة
نسبة التمرير الصحيح : 90%
استحواذ الكرة : 57%
- يوفنتوس :
التهديف : 13 هدف
معدل التهديف : 1.3 هدف
طريقة التهديف : 2 بالقدم اليسرى - 10 بالقدم اليمنى - 1 هدف عكسي - 0 بالرأس - 6 أهداف من داخل المنطقة - 6 أهداف من خارج المنطقة - هدف من ضربة جزاء
التصويب على المرمى : 132 تسديدة
معدل التصويب : 13.2 تصويبة في المباراة
تصويبات داخل المرمى : 50
تصويبات خارج المرمى : 56
تصويبات ارتدت من الدفاع : 26
التمرير : 5183 تمريرة
التمرير الصحيح : 4592
نسبة التمرير الصحيح : 89%
استحواذ الكرة : 57%
تعليقات الفيسبوك