المدعى العام السويسرى يشكك فى 10 ممن شاركوا فى التصويت على عطاءات كأس العالم 2018 و2022.. والشرطة الأمريكية تداهم مقر "كونكاكاف" فى ميامى

شرطة "زيوريخ" تستمع للمهتمين.. قائمة أخرى فى الطريق.. والصحف العالمية "يوم لعين على المنظومة"

أصدرت السلطات السويسرية بياناً أكدت فيه أنها اعتقلت -بطلب من الولايات المتحدة- مسئولين كباراً فى الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» بتهم فساد صادرة عن القضاء الأمريكى، وقالت وزارة العدل السويسرية فى بيانها إن «شرطة الكانتون أوقفت ستة عاملين فى كرة القدم بطلب من السلطات الأمريكية».

وتابعت أن «ممثلين لوسائل إعلام رياضية أو شركات للتسويق الرياضى متورطون على ما يبدو فى دفع أموال لموظفين كبار فى منظمات لكرة القدم (مندوبون وغيرهم من العاملين فى منظمات فرعية للفيفا) مقابل حقوق فى وسائل الإعلام وحقوق للتسويق للمباريات التى تُقام فى الولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية»، موضحة أنها «تتحرك بطلب من نيابة منطقة شرق نيويورك»، ومشيرة إلى أنه يُشتبه بأن هؤلاء قبلوا بتلقى ملايين الدولارات منذ تسعينات القرن الماضى حتى اليوم.

وقال البيان السويسرى إنه «حسب طلب الاعتقال الأمريكى، جرى التفاهم حول هذه الأفعال فى الولايات المتحدة، حيث جرت الاستعدادات أيضاً والدفعات مرت عبر مصارف أمريكية»، والمسئولون -الذين أُوقفوا فى فندق كبير فى زيوريخ حيث يحضرون مؤتمراً كبيراً لـ«فيفا»- يخضعون لطلب استرداد أمريكى.

ومن المقرر أن تستمع شرطة «زيوريخ» لهم، وقال البيان إنه «سيُخضع الذين يوافقون على تسليمهم لإجراء مبسط يمكن للمكتب الفيدرالى للعدالة بموجبه الموافقة بلا تأخير على طلب تسليمهم إلى الولايات المتحدة وتنفيذه»، وأضاف: «أما الذين يعترضون على الطلب، فسيدعو المكتب نفسه الولايات المتحدة إلى تقديم طلب تسليم رسمى إلى سويسرا خلال مهلة 40 يوماً حسب الاتفاقية بين البلدين».

وأعلن مكتب المدعى العام السويسرى فى بيان له أمس، أنه «يشكك الآن فى 10 من المديرين التنفيذيين لفيفا الذين شاركوا فى التصويت على العطاءات لكأس العالم 2018 و2022»، مضيفاً أنه «تم فتح دعوى جنائية ضد مجهول بتهمة سوء الإدارة الجنائى وغسيل الأموال».

وما إن تم إلقاء القبض على المسئولين الستة، حتى سارعت الصحف العالمية للتعليق على هذا الحدث الذى هز الأوساط الرياضية العالمية، حيث أكدت صحيفة «نيويورك تايمز» فى تقرير لها، أمس، أنه «لن يتم التحقيق مع المسئولين الستة فقط، بل من المحتمل أن يتم توجيه الاتهامات نفسها إلى 14 مسئولاً»، وأضافت الصحيفة الأمريكية فى تقريرها أن «التهم المُوجهة إلى المسئولين الستة تزعم تفشى الفساد فى فيفا على مدى العقدين الماضيين، وتشمل قضايا الفساد عروض تنظيم كأس العالم لكرة القدم، وكذلك عروض التسويق والبث، بالإضافة إلى تُهم بالاحتيال والابتزاز وغسيل الأموال»، وأكد ثلاثة موظفين مُطلعين على التحقيقات لـ«نيويورك تايمز» أنه كان هناك الكثير من التحقيقات فى حسابات هؤلاء المسئولين، وعلى سبيل المثال عملية منح دولة قطر حق استضافة وتنظيم بطولة كأس العالم عام 2022.

وأكدت الصحيفة أنه بالإضافة إلى القائمة التى تضم 14 مسئولاً من «فيفا» هناك قائمة أخرى لـ«مجموعة من المنفذين الرياضيين لهذه الصفقات ومسئولى التسويق فى الولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية والمتهمين بدفع أكثر من 150 مليون دولار كرشاوى وعمولات مقابل صفقات مع مسئولى فيفا»، واعتبرت «نيويورك تايمز» أن هذه الاتهامات على الرغم من أنها لم توجه إلى جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد، فإنها تُعد تهديداً مباشراً ورئيسياً له خاصة مع اقتراب الانتخابات على منصب رئيس الاتحاد».

وقامت الشرطة الأمريكية، أمس، بمداهمة مقر «الكونكاكاف» -اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى- فى «ميامى»، وذلك فى إطار التحقيقات حول قضايا «فساد فيفا»، وذلك بعد ساعات من إلقاء القبض على جيفرى ويب، نائب رئيس الاتحاد الدولى، ورئيس اتحاد «الكونكاكاف»، وأفاد موقع صحيفة «نيويورك دايلى نيوز» أن اتهامات الفساد الموجهة لمسئولى «فيفا» تنبع من تحقيق مشترك من قِبل مكتب التحقيقات الفيدرالى والسلطات الضريبية فى الولايات المتحدة، وبدأت هذه التحقيقات منذ عام 2011 على الأقل.

وعلقت صحيفة «الجارديان» البريطانية على إلقاء القبض على المسئولين الستة: «أمس يوم لعين على مسئولى فيفا بعد حياة الترف التى كانوا يعيشونها»، وأضافت الصحيفة عقب المؤتمر الصحفى للاتحاد الدولى أمس أن بلاتر يسعى ضاغطاً لتأجيل الانتخابات على منصب رئيس فيفا والمُقرر لها يوم غد الجمعة.