أخر الأخبار

سيناريو صحفي| "وصايا القديس".. مارادونا وميسي على أحد شواطئ الأرجنتين بعد ضياع كوبا أميركا

11:06 م | الأحد 5 يوليو 2015
سيناريو صحفي| "وصايا القديس".. مارادونا وميسي على أحد شواطئ الأرجنتين بعد ضياع كوبا أميركا

يسترخي كلا من دييجو أرماندو مارادونا ومواطنه ليونيل أندريس ميسي على الشاطئ، ناظرين للسماء، يرتديان نظاراتهما الشمسية لتقيهما من آشعة الشمس التي غطت جوانب المكان، وبجوارهما كأسين من عصير الأناناس يرتشفان منه على فترات متباعدة، ويميز مارادونا امتلاء جسده والقبض على سيجاره الكوبي بسبابة يمناه ووسطاها.

مشهد نهار خارجي:
أحد الشواطئ على المحيط الأطلسي
بيونس آيرس- الأرجنتين
الخامس من تموز- 2015

يسترخي كلا من دييجو أرماندو مارادونا ومواطنه ليونيل أندريس ميسي على الشاطئ، ناظرين للسماء، يرتديان نظاراتهما الشمسية لتقيهما من آشعة الشمس التي غطت جوانب المكان، وبجوارهما كأسين من عصير الأناناس يرتشفان منه على فترات متباعدة، ويميز مارادونا امتلاء جسده والقبض على سيجاره الكوبي بسبابة يمناه ووسطاها.

يأخذ مارادونا نفسا خفيفا من سيجاره، ويميل رأسه نحو اليسار قليلا، تجاه ميسي المسترخي إلى جانبه، ويسأل بكسل و بصوت أجش - ترى يا ميسي ما السبب في ضياع كأس كوبا أميركا ليلة أمس؟
يميل ميسي رأسه للأمام بشيء من اليأس ويجيب بأسى - لا أعلم.
- مارادونا: توجد أسباب كثيرة ولكنني أعلم السبب الرئيسي ألا تريد أن تعرفه؟
- ميسي: ما هو؟
- مارادونا: أنت يا ميسي.
- ميسي: أنا؟!.. لقد فعلت كل ما يمكنني فعله طوال البطولة وفي المباراة النهائية.
- مارادونا: والمحصلة؟
- ميسي: أعلم أن المحصلة النهائية سلبية.. ولكن لا يمكن أن يتحمل ميسي كل شيء بمفرده.

 

- مارادونا: سأسألك سؤالا تبدو إجابته سهلة، ولكن يترتب عليها أشياء كثيرة.. ماذا تريد أن تصبح في عالم الكرة خلال سنواتك القليلة المقبلة، أقصد ما هي أقصى طموحاتك؟
- ميسي: دون مقدمات كثيرة، أقصى طموحاتي أن أكون مارادونا.
- مارادونا: لكي تكون مارادونا يجب أن تفعل كل شيء بمفردك، ويجب أن تتحمل النتائج بمفردك.
- ميسي: ولكن هذا صعب جدا، فلماذا أتحمل أخطاء غيري.
- مارادونا: يا ميسي هناك أناس تكتب عليهم الأقدار أن يحملوا الراية ويتقدموا أقرانهم ويأخذون بهم للأمام، وهؤلاء يتحتم عليهم أن يواجهوا مصائرهم بمفردهم لا يساعدهم أحد، هم العظماء، وأنت منهم، ليس باختيارك فهذا قدرك كما كان قدري، وقدر العديد من النجوم عبر العصور.
- ميسي: ولكنني أفعل هذا وأنت تعلم ما أحققه من أرقام بشكل جيد فقد سجلت 412 هدفا في 482 مباراة وأحرزت لقب افضل لاعب في العالم 4 مرات وجمعت 7 ألقاب في الدوري الإسباني و4 في دوري أبطال أوروبا.

- مارادونا: ولكنك نسيت أن تضيف لقائمة أرقامك أنك وفي الثامنة والعشرين من عمرك لم تتمكن من قيادة بلادنا إلى أي لقب كبير رغم خوضك 3 نهائيات في كوبا أميركا (2007 و2015) وفي كأس العالم (2014).
- ميسي: ولكنني أحاول ولا أتوقف عن محاولة أن أكون مارادونا، ولكن لايمكنني أن أفعل كل شيء بمفردي.
- مارادونا: قلت لك أن العظماء محكم عليهم أن يخوضوا معاركهم بأنفسهم، وما عرضته علي من أرقام لإنجازاتك كلها مع برشلونة في مقابل اللاشيء الذي حققته للأرجنتين يثبت أنك خارج برشلونة لا يمكن أن تكون مارادونا، فمارادونا كتب التاريخ بمفرده، في أي فريق لعب له، وتقريبا منحت بلادي اللقب الثاني في كأس العالم 1986 بمجهودي الشخصي، حيث سجلت 5 أهداف منها ثنائية في مرمى إنجلترا في ربع النهائي بمساعدة يدي وبمروري الخارق من جميع المدافعين الإنجليز، ونفذت 5 تمريرات حاسمة منها التمريرة الشهيرة إلى خورخي بوراتشاجا الذي جاء منها هدف الفوز على ألمانيا في المباراة النهائية (3-2).

-ميسي: أتعلم أنني رغم سنواتي القليلة المتبقية في الملاعب إلا أنني أطمح لتحقيق لقب كأس العالم 2018 للأرجنتين، فقد كنا قاب قوسين من تحقيق اللقب في البطولة السابقة فأنا مصمم على أن أكون مارادونا يوما ما.
- مارادونا: يا ميسي إن كأس العالم لا يقتنص بالتمني، وعلى الصعيد الشخصي، وبعيدا عن الملعب فإنك هادئ لدرجة الحكمة، وكرة القدم لعبة الجنون والحماس، وإن تواضعك الشديد خارج الملعب وداخله وصل بك إلى حد الخجل وانعدام الشخصية ولا يمكن لمرواغاتك الأنيقة على أرض الملعب أن تنتزع كأس عالم من أسنان منتخبات مفترسة كألمانيا مثلا، فأنا رغم أنني كنت مثيرا للجدل إلا أنني كنت أعتز بهذا لأنني كنت أفعل أي شيء مقابل تحقيق المجد لبلادي، فسواء باستخدام المنشطات أو اباستخدام يدي في التهديف كنت أثبت مبدأي الدائم لتحقيق نصر بلادي وهو أن الغاية تبرر الوسيلة، وبكونك هادئ كما أنت فستبقى في مكانك دائما.
- ميسي (ضاحكا) : أعلم أنك لا تقصد دعوتي لتعاطي المنشطات، أو استخدام يدي للتهديف بشكل غير شرعي رغم أنني فعلت ذلك مرة من قبل في عام 2007 أمام إسبانيول بالدوري الإسباني.
- مارادونا (يحرك يديه بانفعال): لا أقصد دعوتك للمنشطات فكل يفعل ما يراه مناسب له، ولا أدعوك للتهديف بيدك رغم أنك عندما قررت الخروج عن المألوف فعلت هذا لصالح برشلونة وليس الأرجنتين، ولكن ما اقصده أن تعلم أن العظماء ليسوا أناسا عاديين يفعلون ما تمليه عليهم الحكمة وطبيعة الأشياء، إذا دعوتك لشيء فإنني أدعوك للظهور بشكل جديد، وبروح جديدة، وبإخلاص وحماس من نوعين جديدين مع منتخب بلادك، الذي يحتاج هذا منك، فبالإضافة لما تقدمه في الملعب يجب أن تكون ملهم، يجب أن تكون المخلص لبلادك وبمفردك دون مساعدة من أحد، إنني لا أنصحك فأنا لا أحب أن أنصح أحداً، ولكنني أنقل إليك ما فعلته وما أراه مناسبا لكي يكتب اسمك إلى جوار العظماء، فعليك ألا تكون كأحد، عليك التمرد على كل قانون وطبيعة، أنا فعلت ذلك ووصلت لدرجة من الرضا عما فعلته تجعلني أجلس الآن معك استرخي على شواطئ بلادي وأنا متيقن أنني قدمت كل ما في وسعي لها.
ميسي: أنظر للمستقبل الآن وأراني أحمل كأس العالم في 2018، وأهديه لبلادي ولك، وتتلألأ ميداليات الذهب كما آشعة الشمس في عيني الآن.

 

تعليقات الفيسبوك

استطلاع رأى

الأكثر قراءة