"الوطن سبورت" يكشف كواليس اجتماع تنفيذية "فيفا" وسيناريوهات "بلاتر"

 

شهد اجتماع اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا»، الذى عُقد يوم الاثنين الماضى، وانتهى بتحديد يوم 26 فبراير 2016 لانعقاد انتخابات رئاسة «فيفا» لاختيار خليفة السويسرى جوزيف بلاتر، عدداً من الأحداث والكواليس المهمة، حيث استهل بلاتر الاجتماع بعرض تقرير عن الاتهامات التى تعرض لها «فيفا» خلال الفترة الأخيرة، مع رسالة رسمية من السلطات السويسرية والأمريكية تؤكد عدم اتهام كيان «فيفا» بأى اتهامات مع اعتبار «فيفا» مجنياً عليه من قبل الأشخاص الذين تم القبض عليهم على خلفية عدد من قضايا الفساد، كما عرض على أعضاء اللجنة التنفيذية نتائج التحقيقات النهائية للقضاء الأمريكى والسويسرى والتحقيقات الداخلية التى أكدت جميعها براءة جميع أعضاء اللجنة التنفيذية من أى اتهامات متعلقة بالاتحاد الدولى.

وأعلن بلاتر أن مشروع إعادة «فيفا» للطريق الصحيح بدأ بالفعل منذ 2011 وأنه تم تنفيذ 37 نقطة منه، ولم يعد يتبقى منه سوى من 9 إلى 11 نقطة، عليها خلافات بين الاتحادات القارية، ولذلك تم تشكيل لجنة من الاتحادات القارية، بواقع 2 من أفريقيا و2 من أوروبا و2 من آسيا و2 من كونكاكاف وعضو واحد عن كل اتحاد من الاتحادات الباقية، للاتفاق على البنود الباقية لتنفيذها، وأنه سيتم اعتمادها فى اجتماع اللجنة التنفيذية المقبل فى شهر سبتمبر من العام الحالى.

وفى سياق آخر، جاء ضمن البنود التى أُعلنت خلال الاجتماع أن اللجنة التنفيذية وعدت بتغيير أنظمة العطاءات المنقحة لكؤوس العالم المقبلة، بإضافة عدد من المعايير الإضافية المهمة، أهمها مراعاة معايير الأمم المتحدة للأعمال التجارية وحقوق الإنسان، ويأتى ذلك لتحسين صورة «فيفا» بعد التجاوزات التى نقلتها الصحف ووسائل الإعلام العالمية عن أوضاع العمالة فى دولة قطر التى حصلت على حق تنظيم مونديال 2022 وذلك على الرغم من ورود اسم قطر خلال الاجتماع، كما تم التشديد على أن «فيفا» سيستخدم «معايير الأمم المتحدة» لأن «فيفا» يرغب فى استعادة العلاقات مع الأمم المتحدة عقب نقض الأخيرة لاتفاقية «تشيك هاند فور بيس» خلال الفترة الأخيرة.

وفى شأن آخر، علمت «الوطن» أن بلاتر كان قد أرسل رسالة لكل أعضاء اللجنة التنفيذية لـ«فيفا» يوم 16 يوليو الحالى، أعرب خلالها عن حرصه على الاتحاد ومصلحته، ووعدهم فيها بنشر تقارير تفيد بأن سويسرا وأمريكا لا تتهمان «فيفا» وكذلك التحقيقات الداخلية للاتحاد، كما وعد بعرض خطة التطوير التى وضعها مع دومينيكو سكالا، رئيس لجنة التدقيق والامتثال، وأن أهم شىء بالنسبة إليه هو إخراج «فيفا» وأعضاء اللجنة التنفيذية من حالة الحرج والضغوط الواقعة عليهم منذ الجمعية العمومية الأخيرة، واختتم خطابه بجملة «قوتنا فى وحدتنا».

وكان بلاتر قد عمل خلال الفترة الأخيرة على خطتين استراتيجيتين، الأولى هى رفض أعضاء اللجنة التنفيذية لاستقالته التى أعلنها قبل أشهر حينما قال: «وضعت منصبى تحت تصرف الجمعية العمومية»، والثانية هى رفض طلب الاتحاد الأوروبى «يويفا» بإقامة الانتخابات فى ديسمبر من العام الحالى.

وقام جوزيف بلاتينى، رئيس «يويفا» خلال الاجتماع بتوجيه الشكر لبلاتر على تقديم استقالته، وأكد أنه من غير المقبول العودة فيها، حيث ستتعرض المنظمة لسكتة قلبية أمام العالم، بحسب قوله، وعوّل بلاتر خلال حديثه على مناقشته لعدد من أعضاء اللجنة من أوروبا وكونكاكاف وآسيا، وهو ما فسره بلاتينى على أنه تأييد منهم فى حال ترشحه للرئاسة، حيث قال إن 4 اتحادات قارية تدعمه، مع العلم أن موقف الاتحاد الآسيوى الذى صدق على كلمات بلاتينى لم يكن يُمثل تأييداً له بل تأييد للكويتى الشيخ أحمد الفهد، رئيس مجلس اللجان الأولمبية الآسيوية وعضو اللجنة التنفيذية لـ«فيفا» الذى تولى مهام منصبه فى الكونجرس الأخير، والذى قال السنة الماضية عقب إيقاف الكويت: «سأعمل من اليوم لأصبح رئيساً لفيفا العام المقبل»، وهذا يوضح السبب الحقيقى وراء تغير الموقف الآسيوى تجاه بلاتر، وأنه ليس لصالح بلاتينى بل لصالح انتخابات جديدة قد تتيح الفرصة للشيخ الفهد لاعتلاء كرسى الرئاسة.

أما الاتحاد الأفريقى «كاف» الذى كان ممثلاً بأكبر عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية بـ4 أعضاء هم الكاميرونى عيسى حياتو رئيس الاتحاد والمهندس هانى أبوريدة والتونسى طارق بشماوى والكونجولى كونستانت عمارى سليمانى، والذى يمتلك أكبر كتلة تصويتية فى الانتخابات بـ54 دولة، فقد وقف على الحياد ووافق على خطة الإصلاح مع التشديد على موافقته على إقامة الانتخابات فى فبراير 2016 بدلاً من ديسمبر 2015 بناء على رغبة بلاتر الذى يرغب فى حضور حفل الكرة الذهبية قبل رحيله.

وتشير مصادر داخل «فيفا» إلى أن بلاتر الذى وصف طلب تأجيل الانتخابات حتى فبراير 2016، بالطلب الأخير، يرغب فى تطويل المدة بالاتفاق مع حلفائه لتجهيز مرشح والوقوف خلفه وهو سيناريو بديل عن استمرار بلاتر نفسه فى رئاسة «فيفا».