بدأت الأندية فى وضع خريطة جديدة
توقع خبراء بالمال الرياضى، استمرار معاناة كرة القدم من فيروس كورونا حتى ما بعد انتهاء الأزمة، التى من المتوقع أن يمتد أثرها الاقتصادى على جميع الأندية لسنوات مقبلة، لتشكل كارثة أكبر، من شأنها تغيير خريطة اللعبة الأكثر جماهيرية بشكل كامل، على جميع النواحى وخاصة سوق الانتقالات.
بدأت الأندية فى وضع خريطة جديدة لسوق الانتقالات، تتماشى مع الأزمة الاقتصادية التى تسبب فيها توقف النشاط الرياضى بشكل كامل فى معظم دول العالم، على أثر انتشار فيروس كورونا المستجد، ما بدوره سيعنى اختفاء الصفقات ذات المبالغ القياسية والمبالغ فيها والتى ترتفع قيمتها إلى أكثر من 100 مليون.
ومن جهته، أكد أولى هونيس، الرئيس الشرفى لنادى بايرن ميونيخ، فى تصريحات أبرزتها صحيفة «كيكر»، أن جميع الأندية ستتكبد خسائر هائلة بعد انتهاء أزمة فيروس كورونا، إذ سيصعب على بعضهم النهوض سريعاً من الضربة الاقتصادية التى قد تفقدهم مليارات، ما يعنى انتهاء عهد الصفقات التى تتخطى حاجز الـ100 مليون، بجانب تأثيرها على رواتب اللاعبين.
قد تعود بعض الدوريات لاستئناف مبارياتها خلال الأشهر المقبلة، ولكن خلف الأبواب المغلقة من أجل الحفاظ على سلامة اللاعبين والجماهير لحين استقرار الأوضاع بشكل كامل، بحسب بعض السيناريوهات التى وضعتها الاتحادات، وهو مشهد لم تشهده كرة القدم الأوروبية من قبل، وسيكون له تأثير بالغ أيضاً من الجانب الاقتصادى، بعد خسارة الأندية لعائدات بيع تذاكر المنافسات.
ويأتى برنامج تخفيض الرواتب ضمن الخطة التى ستستمر عليها بعض الأندية لفترة طويلة، والتى بدأ تطبيقها بالفعل على مستوى جميع الدوريات بنسبة تتراوح ما بين 30% إلى 70%، فى ظل مطالبة بعض الأندية بتدخل الحكومة لصرف مرتبات العاملين لعدم قدرتهم على سداد المبالغ كاملة، ما جعل بعضهم يلجأ إلى تسريح جزء كبير من العمالة لتخفيف العبء الاقتصادى من على عاتقهم.
ولأول مرة منذ عقود تشهد كرة القدم موسماً صيفياً خالياً من بعض البطولات الأساسية التى تنطلق فى موعد دورى لم يتغير، وعلى رأسها دورة الألعاب الأولمبية التى خضعت لقرارات الإرجاء لأول مرة فى تاريخها منذ توقفها عام 1944 بسبب الحرب العالمية الثانية، الأمر ذاته بالنسبة لبطولتى يورو وكوبا أمريكا، ما يضع الاتحادات فى أزمة غير مسبوقة بسبب حقوق الرعاية المتفق عليها بشكل مسبق وعائدات البث التليفزيونى.
ينتكدس المباريات يأتى على رأس قائمة الأزمات، إذ ستكون الأندية مطالبة بإنهاء مبارياتها المتبقية والتى تتراوح ما بين ست إلى تسع جولات متبقية لحسم المنافسة، قبل انطلاق الموسم الجديد من أجل تفادى مشكلة أخرى ممثلة فى تداخل الموسمين، حيث إنه من المقرر على الأندية إنهاء الموسم قبل نهاية مايو المقبل، ليتسنى لها الاستعداد للموسم الجديد.
شكلت الأزمة تأثيراً مباشراً على للاعبى الدوريات الخمسة الكبرى، إذ من المتوقع انخفاض القيمة السوقية لانتقال اللاعبين بنسبة 28%، أى ما يعادل 9 مليارات جنيه إسترلينى، حيث ستتراجع قيمتهم من 29 إلى 20 ملياراً، وذلك حسب دراسة أجراها مرصد كرة القدم الدولى المتخصص فى الدراسات الرياضية.
تعليقات الفيسبوك