ضربت لعنة كأس العالم المنتخب الإسبانى، بطل النسخة الماضية، ليودع مونديال البرازيل مبكراً، ويصبح رابع بطل يودع حلم الحفاظ على بطولته مبكراً، بعد المنتخب البرازيلى فى بطولة 1966 فى إنجلترا، والمنتخب الفرنسى فى بطولة 2002 بكوريا الجنوبية واليابان، والمنتخب الإيطالى فى البطولة الماضية التى استضافتها جنوب أفريقيا.
ضربت لعنة كأس العالم المنتخب الإسبانى، بطل النسخة الماضية، ليودع مونديال البرازيل مبكراً، ويصبح رابع بطل يودع حلم الحفاظ على بطولته مبكراً، بعد المنتخب البرازيلى فى بطولة 1966 فى إنجلترا، والمنتخب الفرنسى فى بطولة 2002 بكوريا الجنوبية واليابان، والمنتخب الإيطالى فى البطولة الماضية التى استضافتها جنوب أفريقيا.
وأرى فى الخروج المهين للمنتخب الإسبانى أكثر من 6 أسباب مهمة، أولها ابتعاد المدير الفنى الإسبانى الفذ جوسيب جوارديولا عن إدارة فريق برشلونة، مما أدى لانخفاض مستوى الفريق الذى يُمثل الداعم الأول والعمود الفقرى للمنتخب الإسبانى، وما تسبب أيضاً فى تحول توليفة اللاعبين التى تتميز بالتفاهم والصرامة ووضوح الرؤية إلى مجموعة مفككة من اللاعبين الذين يحاول كل منهم استغلال مهاراته وقدراته الفردية فى تحقيق الفوز.
وثانى الأسباب الخطة والتشكيل، فليس من المعقول أن يلعب فريق بنفس الخطة والتشكيل وطريقة اللعب لأكثر من ست سنوات ويتوقع أن يظل فائزاً، فمن الطبيعى أن ينخفض معدل أداء لاعبيه وتقل قدراتهم البدنية، وكذلك حماسهم من أجل تحقيق مزيد من الانتصارات.
ومن الأسباب أيضاً التى أدت للسقوط الإسبانى، أنه خلال السنوات الطويلة الماضية، عكف عشرات المدربين على دراسة خطة وطريقة لعب برشلونة وإسبانيا المسماة بطريقة «تيكى تاكا»، وتدريجياً ظهرت عدة طرق لمقاومة المد الهجومى للخطة، وبالتالى باتت فى حاجة لإعادة ترميم بالبحث عن حلول بديلة فى بعض الجمل التكتيكية بها.
وظهر للجميع كيف استغل المنتخب الهولندى ومن بعده المنتخب التشيلى ضعف دفاع إسبانيا، وكيف أن الضغط على لاعبى الوسط بكثافة أدى لتشتت اللاعبين، وبالتالى فكك خطوط «لا فوريا روخا».
وبالنظر الدقيق إلى مباراة تشيلى، نجد أن الفريق اللاتينى الشاب استغل سرعات لاعبيه وارتفاع معدلات لياقاتهم البدنية فى الضغط على إسبانيا وغلق مساحات اللعب أمام لاعبيها الذين تعودوا على الضغط.
كما كان لتألق عدد كبير من لاعبى تشيلى عظيم الأثر فى هذا الفوز الحاسم الذى أنهى حقبة ذهبية فى تاريخ كرة القدم، حيث ظهر ألكسيس سانشيز بمستوى أفضل كثيراً من مستواه مع برشلونة، وكذلك إدواردو فارجاس لاعب فالنسيا الذى سجل الهدف الأول، وحصل على لقب رجل المباراة عن استحقاق، وأرتورو فيدال لاعب يوفنتوس، بطل الدورى الإيطالى الذى قدم مباراة رائعة وظهر فى كل مكان بالملعب.
ويُفسر هذه القوة وهذا الحماس الكبير للاعبين، رغبتهم فى الفوز مضافاً إليها النظرية المعروفة عن حب وانتماء اللاعبين اللاتينيين لبلادهم والذى دوماً ما يظهر فى البطولات الكبرى.
وبالعودة إلى أخطاء تشكيل إسبانيا، أرى أن فيسينتى ديل بوسكى، كان عليه الاعتماد على ديفيد فيا، الهداف التاريخى للمنتخب الإسبانى والذى قدم موسماً رائعاً مع أتلتيكو مدريد فى الدورى الإسبانى ودورى أبطال أوروبا، لأنه لاعب يمتلك خبرة المباريات الكبرى وسبق له التألق فى المونديال ويعرف زملاءه جيداً، بدلاً من دييجو كوستا الذى ضاع وسط دفاع تشيلى مثلما ضاع أمام هولندا، وذلك ليس بسبب قلة مستواه، بل لأنه عنصر جديد على المنتخب، ولم يسبق له اللعب بنفس الخطة نظراً للضغوط الجماهيرية الواقعة على كاهله.
تعليقات الفيسبوك