أخر الأخبار

نجوى مصطفى

نجوى مصطفى

ما بعد السوبر المصري

حتى أسابيع قليلة مضت، لم تكن بطولة السوبر المصري، تجسّد أكثر من مباراتين سيتنافس فيهما الأهلي والزمالك وبيراميدز وسيراميكا كيلوباترا، وبمجرد إعلان الفائز، سيعود الفرق الثلاث الخاسرة إلى قواعدهم سالمين دون أي تأثر بالخسارة، أو ارتباك في أجهزتهم الفنية وهم على أبواب موسم جديد يستعدون فيه لتحقيق أهدافهم، حتى الجمهور لم يكن يطمح بأكثر من مباراة قمة يستمتع بها بقطبي الكرة المصرية، دون أي ضغط على الإدارات أو المديرين الفنيين.

لكن كل ذلك تغيّر، فالبطولة التي بحث منظموها عن فريق رابع لتكتمل، سرعان ما تحولت إلى مسابقة مصيرية بالنسبة لجماهير الأندية المشاركة، وأصبحت الخسارة كابوس ينتظر اللاعبين ومجالس الإدارات أنفسهم، ولا يتعلق ذلك بكونها بطولة أو لقب جديد سيظفر به الفريق الفائز، ولكن لأن المتغيرات التي حدثت، دفعت بثلاث فرق على الأقل إلى صراع لن ينجوا منه سالمين في كل الأحوال، بل وأزعم أن السوبر المصري سيحدد ملامح الموسم الجديد بداية من استمرار لاعبين أو دفعهم إلى دكة الاحتياط، ووصولًا إلى تغيير في الأجهزة الفنية نفسها.

استعراض الفرق المشاركة وموقفها في الوقت الحالي، يؤكد كلامي، فالأهلي بطل الدوري العام، وبطل دوري أبطال أفريقيا والمُرشح الأول للسوبر المصري، يعيش حالة من إعادة ترتيب البيت، إثر خسارة السوبر الأفريقي على يد غريمه التقليدي الزمالك، إضافة إلى الأداء السيء الذي ظهر بهِ اللاعبين ما أدى إلى غضب الجماهير الأهلاوية.

وإن كان الأمر اقتصر حتى الآن على "ترتيب البيت"، فإن إدارة الأحمر واللاعبون أيضًا، يُدركون جيدًا أن الجماهير لن تتحمل خسارة لقب آخر، خاصة أن الخسارة ستكون في الغالب على يد الزمالك أو بيراميدز كونهما أبرز المتنافسين، وهو ما يعني فتح أبواب الجحيم التي لن يتحملها أحد، ولذلك يخوض اللاعبون تلك البطولة بشعار "إما الفوز وإما الفوز"، فأي خيار آخر ربما يطيح بلاعبين ويغيّر في أجهزة فنية.

أما الزمالك، ورغم أنه يعيش نشوة النصر، لكن هذا النصر له ضريبته، لأن الأبيض خاض المسابقات السابقة، دون ضغوط أو آمال من جماهيره بتحقيق أي لقب، ولذلك لم يهاجمه أحد حين أنهى الدوري بفارق نحو 25 نقطة عن الأهلي، ولم يعاتبه أحد لأنه لم يصعد على الأقل لدوري أبطال أفريقيا، بل حتى السوبر المصري التحق به بـناء على اختيار الشركات المنظمة كما تقتضي اللائحة، عكس الفرق الأخرى التي صعدت من خلال بطولاتها.

موقف جماهير الأبيض، جاء نتيجة ما رددته إدارتهم من معاناة الفريق من نقص في اللاعبين، بجانب الأزمات المالية وعدم الاستقرار الإداري، لكن ما إن فاز الزمالك، حتى أدركت جماهيره أن كل ما قيل من حجج كانت فقط لتبرير الخسارة، وبالتالي عادت الضغوط على اللاعبين الذين صاروا مطالبون بحصد السوبر المصري الذي سيشكّل نقطة فارقة في هذا الموسم، فإما استكمال سلسلة الانتصارات، أو العودة إلى المربع صفر، وهو مربع لا يتخطّاه الزمالك بسرعة عكس أندية أخرى.

أما بيراميدز، فلم يكن بعيدًا عن هذا الصراع، فالفريق الذي تخلّص أخيرًا من عُقدة البطولات بفوزه بكأس مصر كأول بطولة في تاريخه، يريد أن يُثبت أنه لم يحصل على البطولة بسبب غياب الأهلي والزمالك عنها، بل لأنه يستحقها، كما يطمح في رد اعتباره أمام الأهلي الذي أقصاه من المنافسة في الدوري العام الموسم الماضي، ولذلك فإن السوبر المصري يجسّد لديه حد فاصل بين هل هو "البطل في غياب الأبطال الحقيقيين" أم هو بطل مع وجود الأبطال الحقيقيين؟.

يتبقى نادي سيراميكا كيلوباترا، وهو الأقل من ناحية الضغوط، لكن هذا لا يمنع من رغبة الفريق في أن يكون الحِصان الأسود في تلك البطولة، ويخوض لاعبوه السوبر المصري آملين أن يثبتوا أنهم ليس فريق كأس الرابطة فقط، وأن البطولات ليست بعيدة عن أيديهم.

استطلاع رأى